بعد نجاح تجربة السنة الماضية ، انفتح مهرجان سينما الشعوب مرة أخرى في دورة هذه السنة على مختبر الإبداع الذي ينشطه مهرجان أوف – كور تروفيل (الفرنسي) ، خاصة وأن الجمعيتين المنظمتين للمهرجان المغربي والمهرجان الفرنسي تضمان أشخاصا يعملون من أجل تقاسم الأعمال الفنية (أفلام وغيرها) والخبرات المكتسبة مع أكبر عدد من الناس ، والعيش معهم في إطار مغامرة إنسانية تتلاقح فيها الثقافات والمعارف .
إن التعاون الذي انطلق مع الدورة العاشرة لمهرجان سينما الشعوب من خلال البطاقة البيضاء التي منحت لمهرجان أوف – كور تروفيل من فرنسا ممثلا في شخص منسقه العام السيد صامويل براط ، عبر الفقرة الجديدة " عين على مهرجان سينمائي دولي " ، قد توطد هذه السنة بتنشيط هذا الأخير ومن معه ، من المهنيين المتعددي والمتكاملي الإختصاصات ، لمختبر للإبداع السينمائي في إطار الشراكة التي تجمع بين المهرجانين . وقد استفاد من هذا التكوين الذي استغرق أسبوعا كاملا (من 7 إلى 12 نونبر 2014) بفضاء الجمعيات بإيموزار كندر مجموعة من التلاميذ والمخرجين المغاربة الشباب وغيرهم .
وإذا كانت مساهمة السنة الماضية لهذا المهرجان الفرنسي قد اقتصرت على انتقاء وتقديم وعرض نماذج من الأفلام القصيرة من إبداع مخرجين من جنسيات مختلفة ، إلى جانب الأفلام المغربية ، داخل المسابقة الرسمية لمهرجان إيموزار كندر ، فإن مساهمته في الدورة 11 لمهرجان سينما الشعوب انطلقت أسبوعا قبل افتتاحها وكانت ذات طبيعة إجرائية حيث تم توفير معدات التصوير والمونتاج لصناعة افلام قصيرة تحت إشراف متخصصين في المجال . وقد أبدى الممثلان المغربيان المعروفان مجيدة بنكيران وفريد الركراكي رغبتهما للإنضمام إلى فريق هذه المغامرة الإبداعية حيث نشطا ماستر كلاس حول الإرتجال وتقنيات التشخيص لدى الممثل .
ومعلوم أن النسخة 15 لهذا المهرجان الفرنسي ، التي نظمت مؤخرا من 5 إلى 13 شتنبر 2014 ، قد تميزت ككل سنة ببناء قرية بإحدى ساحات وسط مدينة تروفيل مكنت من الرفع من عدد مشاهدي الأفلام والصور المعروضة ومتذوقي الأعمال الموسيقية والفنون البصرية . وتمكنت مختبرات الإبداع بها من لم شتات أكثر من 200 مشارك ومشاركة من 20 دولة . كما شارك الممثل المغربي فريد الركراكي في لجنة تحكيم المسابقة .
والغاية من مختبر الإبداع السينمائي الذي أقيم مؤخرا بإيموزار هي عيش تجربة مراحل صناعة الفيلم : كتابة السيناريو ، التصوير ، ما بعد الإنتاج (مونطاج الصورة والصوت ، الميكساج ، الترجمة التحتية ... ) وتقاسم المعارف والخبرات وتمكين الهواة والمحترفين من مواجهة عملية صناعة فيلم في وقت قصير .
الأمر يتعلق إذن بتربية على الصورة وتفكير في اللغة السينمائية وتقنياتها والبحث عن كيفية الجمع بين الشكل والمضمون لدفع المتلقي إلى المشاهدة أو التفكير أو حتى الضحك أيضا .
لقد تشكلت فرق العمل وفق مخطط يضمن استغلالا عقلانيا للمعدات المتوفرة ، وكل واحد أمكنه مساعدة الآخرين في تنفيذ مشاريعهم . وفي الأخير ستدرج الأفلام المنجزة في إطار هذا المختبر ضمن المسابقة الدولية للفيلم القصير خلال الدورات المقبلة لمهرجان إيموزار .
الفن السينمائي عمل جماعي وفكرة التعاون هي المحرك الأساسي للمختبرات . والمشاركون في هذه المختبرات الإبداعية بإمكانهم لاحقا تكوين شبكة احترافية وهاوية .